عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤)
____________________________________
حفظن واصطدن تلك الكلاب (عَلَيْكُمْ) أي لأجلكم لا لأنفسهن ، فإن ذلك حرام (وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) أي على «ما أمسكن» حين إرسال الكلب. ولا يخفى أن بهذا القيد أي «مكلبين» خرج صيد سائر الجوارح إذا لم يدرك الإنسان ذكاته.
روى الحضرمي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سألته عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب؟ فقال : «لا تأكل إلا ما ذكيت إلا الكلاب». فقلت : فإن قتله؟ قال : «كل ، فإن الله يقول : (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) ثم قال عليهالسلام : «كل شيء من السباع تمسك الصيد على نفسها إلا الكلاب المعلمة فإنها تمسك على صاحبها» (١) وإنما تعدى الإمساك ب «على» لإفادة الإمساك ثقلا ومشقة ، أو يتضمن معنى «الرد» فالكلب يرد بعض الحيوان لصاحبه وقد أكل بعضه ، كما قال سبحانه : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) (٢).
(وَاتَّقُوا اللهَ) فيما أمركم ونهاكم فلا تتناولوا ما حرمه (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) فإن الإنسان وإن ظنّ طول المدة في الدنيا وأنه بعيد جزاؤه ، لكن لا تمض إلا مدة يسيره وإذا به يرى نفسه أمام الحساب. قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «فكأنهم لم يكونوا للدنيا عمارا وكأن الآخرة لم تزل لهم دارا» (٣).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ٢٣ ص ٣٣٣.
(٢) الأحزاب : ٣٨.
(٣) نهج البلاغة : خطبة ١٨٦ ص ٣٨٥.