وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً
____________________________________
(وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي) الذين يأتون من بعد موسى عليهالسلام ولذا أخّر الإيمان عن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي عظمتموهم ، أو نصرتموهم (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) أي أنفقتم في سبيله ، فإنه كالقرض الذي يعطى ثم يؤخذ ، والمراد بكونه «حسنا» أن لا يكون فيه منّ ولا أذى ولا دواع غير الله سبحانه (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ) أي أذهبن ، ومعنى «التكفير» التغطية ، أي أغطي بالغفران (سَيِّئاتِكُمْ) التي صدرت منكم ، وهو جواب (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ)(وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت قصورها وبساتينها (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) أي بعد أخذ الميثاق (مِنْكُمْ) يا بني إسرائيل (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أي أخطأ وسط الطريق ، فإن سواء كل شيء وسطه.
[١٤] (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) أي بسبب نقض اليهود ميثاقهم الذي كان بيني وبينهم حيث أنهم تركوا الصلاة ومنعوا الزكاة وكذبوا بالرسل وقتلوهم (لَعَنَّاهُمْ) أي طردناهم عن ساحة القرب وقطعنا رحمتنا عنهم حيث جعلنا بعضهم قردة وخنازير وجعلناهم مشردين مطرودين دائما لا تقوم لهم قائمة (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) يابسة غليظة تنبو عن قبول الحق