قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦)
____________________________________
الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (١) ، فالفرصة سانحة الآن لتتداركوا ما فات منكم.
(قَدْ جاءَكُمْ) يا أهل الكتاب (مِنَ اللهِ نُورٌ) هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فكما أن النور الخارجي يهتدى به إلى الأمور المحسوسة في الظلمة ، كذلك النور المعنوي يهتدى به إلى دروب الحياة في ظلمات الأهواء والجهل (وَكِتابٌ مُبِينٌ) هو القرآن ، فإنه واضح لا لبس فيه ولا غموض.
[١٧] (يَهْدِي بِهِ) أي بكل واحد من «النور والكتاب» ، كما قال سبحانه : (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) (٢) أي كل واحد منهما (اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) أي من اتبع رضوان الله ـ أي رضاه ـ بقبول القرآن ونبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (سُبُلَ السَّلامِ) أي طرق السلامة في كل شيء ، السلامة في الدين ، والسلامة في الدنيا ، والسلامة في الآخرة للفرد والمجتمع (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) فإن الحياة ظلمات لا يدري الإنسان كيف يسير في دروبها ، وبالقرآن والنبي يهتدي إلى الحق وينير طريقه (بِإِذْنِهِ) بإذن الله ولطفه (وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يوصلهم إلى
__________________
(١) النساء : ١٦١.
(٢) البقرة : ٢٦٠.