وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ
____________________________________
وهنا سؤال وهو : كيف يكون إلى يوم القيامة ، وفي زمان المهدي عليهالسلام الكلّ يسلم وجهه إلى الله؟ ثم إن يوم القيامة إنما يكون بعد موت الناس عشرات السنوات؟
والجواب : إن هذا معناه : بقاء العداوة ما بقوا ، يعبّر عن استمرار الشيء إلى الآخر بمثل هذا التعبير.
(وَسَوْفَ) في يوم القيامة (يُنَبِّئُهُمُ اللهُ) أي يخبرهم سبحانه (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) ويقف التعبير إلى هذا الحد ليرسم صورة من التهديد ، كما تقول للمجرم : غدا أنبئك بما عملت اليوم ، تريد بذلك تهديده بالعقاب القاسي.
[١٦] ثم خاطب سبحانه أهل الكتاب بصورة عامة لهدايتهم سواء السبيل : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) أيها اليهود والنصارى ـ ولعل المجوس أيضا داخلون في الخطاب ـ (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) من أحكام الله سبحانه التي عارضت مصالحهم فأخفوه عن الناس إبقاء على كيانهم وانحرافهم (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ممّا استوجبوه من العقاب ، أو يعفو عن بعض الأحكام التي أوجبت عليهم العقوبة ، كما قال سبحانه : (فَبِظُلْمٍ مِنَ