ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (٢٠) يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (٢١) قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (٢٢)
____________________________________
أي أعطاكم (ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) من إنزال المنّ والسلوى والتفضيل على سائر الأمم الذين في زمانهم ، بجعلهم من نسل الأنبياء ، ولبث الأنبياء فيهم ، وجعلهم ملوكا ، وإغراق أعدائهم إلى غيرها.
[٢٢] (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) وهي أرض الشام التي قدست وطهّرت من الشرك وبوركت بكثرة الأشجار والأنهار وطيب الهواء وكثرة الأنبياء فيها ، وقد كانوا في مصر عبيدا وها هم قد نجوا من أعدائهم ، ويريد الله بهم أن يدخلوا الشام ليكونوا فيها سادة وملوكا (الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) فيها السيادة والسعادة (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ) أي لا ترجعوا عن الأرض التي أمرتم بدخولها (فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) سعادة الدنيا وثواب الآخرة ، بسبب تخيّركم الأمكنة المريحة لكم في الدنيا ، وعدم سماع أمر الله الموجب لحرمانكم من الثواب في الآخرة.
[٢٣] (قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها) في الأرض المقدسة (قَوْماً جَبَّارِينَ) شديدي البأس والبطش (وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها) أي الأرض المقدسة (حَتَّى يَخْرُجُوا) أي يخرج الجبارون (مِنْها) هم بأنفسهم بدون تعب أو نصب أو قتال (فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ) فيها.