قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ
____________________________________
قال في «المجمع» ـ بتخليص ـ : قال المفسرون : لمّا عبر موسى وبنوا إسرائيل البحر وهلك فرعون ، أمرهم سبحانه بدخول الأرض المقدسة ، فلما نزلوا على نهر الأردن خافوا من الدخول ، فبعث موسى من كل سبط رجلا وهم الذين ذكرهم الله في قوله : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (١) ، فعاينوا من عظم شأنهم وقوتهم شيئا عجيبا فرجعوا إلى بني إسرائيل فأخبروا موسى عليهالسلام بذلك ، فأمرهم أن يكتموا ذلك فوفى اثنان منهم يوشع بن نون وكالب بن يوقنا وعصى العشرة وأخبروا بذلك وفشا الخبر في الناس ، فقالوا : إن دخلنا عليهم تكون نساؤنا وأهالينا غنيمة لهم ، وهموا بالانصراف إلى مصر وهموا بيوشع وكالب أن يرجموهما بالحجارة ، فاغتاظ لذلك موسى وقال : (إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) ، فأوحى الله إليهم : «إنهم يتيهون في الأرض أربعين سنة وإنما يخرج منهم من لم يعص الله في ذلك». فبقوا في التيه أربعين سنة في ستة عشر فرسخا وهم ستمائة ألف مقاتل لا تتخرّق ثيابهم وتثبت معهم وينزل عليهم المن والسلوى ، ومات النقباء غير يوشع وكالب ، ومات أكثرهم ونشأت ذريتهم فخرجوا إلى حرب أريما وفتحوها (٢).
[٢٤] (قالَ رَجُلانِ) هما يوشع وكالب (مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ) الله تعالى فيتبعون أوامره وزواجره (أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) بالدين والعقل (ادْخُلُوا) يا بني إسرائيل (عَلَيْهِمُ) أي على هؤلاء الجبارين (الْبابَ) أي باب
__________________
(١) المائدة : ١٣.
(٢) مجمع البيان : ج ٣ ص ٣٠٨.