فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣) قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤) قالَ
____________________________________
المدينة (فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ) أي الباب (فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ) فقد كان أخبرهم موسى عليهالسلام بالنصر (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا) في نصرة الله لكم على الجبارين (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) إيمانا حقا ، فإن من توكل على الله كفاه.
[٢٥] (قالُوا) أي قال بنو إسرائيل لموسى عليهالسلام : (يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها) أي لن ندخل المدينة (أَبَداً ما دامُوا فِيها) أي ما دام الجبارون في المدينة ، فقد خافوا منهم ولم يثقوا بوعد الله النصر لهم (فَاذْهَبْ) يا موسى (أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا) الجبارين. ولعل مرادهم ليس ما ينافي نزاهة الله عن التجسيم ، بل قصدوا أن الرب يدفع عنهم ، كما قال سبحانه : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (١) ، وقال : (وَجاءَ رَبُّكَ) (٢) ، ولذا لم ينكر موسى عليهالسلام مقالتهم ، أو أنهم قصدوا التجسيم وأنكر موسى لكن القرآن لم يحك ذلك لأنه ليس بصدد بيان الواقعة بكل مزاياها (إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) ننتظر تطهير المدينة من الجبارين حتى ندخلها ، أما أن نحارب الجبارين فلا طاقة لنا بذلك ولا نقدم عليه.
[٢٦] (قالَ) موسى عليهالسلام معتذرا لله عن مخالفة قومه مخاطبا الله سبحانه :
__________________
(١) الأنفال : ١٨.
(٢) الفجر : ٢٣.