رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٥) قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٦)
____________________________________
(رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) هارون فأنا وحدي الذي أطيع أوامرك وكذلك أخي هو الذي يطيعني ويسمعني إذا أمرته بشيء ، أما هؤلاء فليسوا كذلك ، أما يوشع عليهالسلام ومن كان على شاكلته فلعلهم لم يكونوا حاضرين إذ ذاك عند هذا الحوار (فَافْرُقْ) أي افصل اللهم (بَيْنَنا) أنا وأخي (وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) الذين لا يطيعون الأوامر. والمراد ب «الفرق» عدم إجراء حكم واحد عليهم في الدنيا والآخرة ، فإنهما عليهماالسلام قد باينا قومهما بالإطاعة حين عصى أولئك.
[٢٧] (قالَ) الله تعالى لموسى عليهالسلام : وإذ عصوني ولم يؤمنوا بوعدي (فَإِنَّها) أي الأرض المقدسة (مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ) دخولها ، أي نمنعهم عنها (أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ) من «تاه» إذا ضلّ ولم يهتد الطريق إلى مقصده (فِي الْأَرْضِ) فإنهم كانوا يمشون إلى الليل فإذا أرادوا في اليوم الثاني السفر رأوا أنفسهم في مكانهم السابق (فَلا تَأْسَ) أي لا تحزن (عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) وأنهم كيف تاهوا أربعين سنة ووقعوا في هذه الصعوبة.
[٢٨] إن حال اليهود في نقض العهود وارتكاب الفواحش بلا مبرر حال ابني آدم عليهالسلام هابيل وقابيل ، فإن الله أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل وكان قابيل أكبر ، فبلغ قابيل فغضب فقال : أنا