وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
____________________________________
أولى بالكرامة والوصية. فأمرهما أن يقرّبا قربانا بوحي من الله إليه ففعلا ، فتقبّل قربان هابيل حيث أخلص وقدم خير ماله ، ولم يتقبّل قربان قابيل حيث أساء النية وقدم شر ماله. ولما رأى قابيل أن قربانه لم يقبل حسد وعمد إلى هابيل ووضع رأسه بين حجرين فشدخه فمات ، ولم يدر ماذا يصنع بجثته ، فجاء غرابان فقتل أحدهما الآخر ودفن جثته ، فتعلم قابيل فدفن جثة هابيل (وَاتْلُ) أي أقرأ (عَلَيْهِمْ) أي على اليهود يا رسول الله (نَبَأَ) أي خبر (ابْنَيْ آدَمَ) هابيل الصالح وقابيل الطالح (بِالْحَقِ) أي تلاوة بالحق والصدق ، فليس فيه كذب (إِذْ قَرَّبا قُرْباناً) القربان هو ما يقصد به التقرّب إلى الله تعالى (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما) وهو هابيل (وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) وهو قابيل ، قالوا : وكانت علامة القبول أن تأتي نار من السماء فتأكل ما تقبل ، فأكلت النار قربان هابيل ولم تأكل قربان قابيل (قالَ) قابيل الذي لم يتقبّل قربانه لهابيل عليهالسلام : (لَأَقْتُلَنَّكَ) حسدا وعنادا (قالَ) هابيل عليهالسلام : وما ذنبي؟ (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) ولعل هذا كان تنبيها له لأن يتقي الله حتى يحبوه بكرامته ، ولم يكن تبجّحا قطعا.
[٢٩] ثم قال هابيل عليهالسلام لقابيل : (لَئِنْ بَسَطْتَ) أي مددت (إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي) أي تريد قتلي (ما أَنَا بِباسِطٍ) أي ماد (يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ) فإن