فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨) فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٩) أَلَمْ تَعْلَمْ
____________________________________
الحكم لا يشمل السارقة ، وقدم السارق لأنه الغالب ، وفي آية الزنا قدّم الزانية لامتهان بعض النساء للزنا (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) الأربع أصابع من اليد اليمنى ، واليد تطلق على مجموع العضو ، وإلى المرفق ، وإلى الزند ، وعلى الأصابع فقط. ولم يقل «يداهما» لما استحسن في العربية من أنه متى اجتمع تثنيتان وهو قوله «أيديهما» مضافة إحداهما إلى الأخرى جيء بالأول بلفظ الجمع ، كقوله سبحانه : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) (١) ، ولعل الأصل أن الجوارح في الإنسان أكثر من واحد فتكون في إنسانين جمعا ، و «الفاء» إنما أتت في «الخبر» دلالة على الترتب والجزاء. وللقطع شروط مذكورة في الفقه (جَزاءً بِما كَسَبا) من السرقة (نَكالاً مِنَ اللهِ) أي عقوبة على ما فعلاه (وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) يأخذ بعزته ويحكم بذلك بحكمته.
[٤٠] (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ) بأن ندم عن السرقة (وَأَصْلَحَ) صار صالحا (فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) ويغفر ذنبه (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يغفر لمن تاب ويرحم عباده العصاة إذا ندموا وأقلعوا.
[٤١] إن ما ذكر من عقاب الله وغفرانه مقتضى سلطته المطلقة (أَلَمْ تَعْلَمْ)
__________________
(١) التحريم : ٥.