أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٠)
____________________________________
أيها الإنسان (أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) له التصرف في الجميع كما يشاء (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) ممن استحق العقاب (وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) حسب حكمته البالغة (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا يعجزه شيء.
[٤٢] وفي سياق بيان الحدود وذكر مساوئ اليهود يتعرض القرآن الحكيم إلى قصة زنا وقعت في اليهود وراجعوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حكمها. فقد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام ما ملخصه : «أن امرأة شريفة من خبير زنت وقد كان حكم زنى المحصن في التوراة الرجم ، لكنهم راجعوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجاء أن يخفّف عنهم ويأخذوا بذلك ، فأفتاهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرجم ، وذكر أنه حكم التوراة أيضا ، لكن جماعة من علمائهم أنكروا ذلك فجعل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم «ابن صوريا» أعلمهم حكما فاعترف هو أن الحكم في التوراة هو الرجم وأنهم حرّفوا حكم التوراة فوضعوا مكانه أن يجلد أربعين جلدة ثم يسوّد وجهه ويطاف على حمار مقلوبا ، تشهيرا به!» (١).
وفي بعض التفاسير : أنه كان بين بني النضير وقريضة معاهدة في باب القتل على خلاف حكم التوراة ، فقد كان حكم التوراة القتل للقاتل ، ولكن كانت معاهدة بين القبيلتين أنه إن قتل بنو قريضة من بني النضير قتل القاتل ، وإن قتل بنو النضير من بني قريضة أخذت الدية ،
__________________
(١) راجع فقه القرآن : ج ٢ ص ٣٧٥.