خامسا : التعرّض في تفسير الآيات الكريمة إلى الدقائق العلميّة والأحكام المتعلّقة بها وبيان مفرداتها بشكل دقيق ومفصّل ، كما أنّه اعتمد على جانب التدبّر في الآيات واستنباط النتائج وقراءة ما وراء الألفاظ بالاعتماد على نهج أهل البيت عليهمالسلام ، وهذه سمة هامّة قلّما أتّسم بها تفسير.
سادسا : الربط الوثيق بين القرآن والحياة في مختلف المجالات الشخصيّة والعامّة والعباديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها ، وهذه محاولة كبيرة تعيد الناس إلى القرآن ، كما ترتفع بتعامل الناس معه إلى ما أراده الله سبحانه له أن يكون نورا وهدى وقائدا ومرشدا ومربّيا ومعلّما في مختلف المجالات والأصعدة ، حيث دعا السيّد المؤلّف (قدس سرّه) إلى :
١ ـ الأمّة الواحدة لتحرير بلاد المسلمين من التفرقة العنصريّة والقوميّة والإقليميّة مستندا في ذلك إلى قوله تعالى : (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (١) وقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (٢) وعلّل أفضليّة الأمّة الإسلاميّة وأسباب رقيّها بخصال ثلاث هي :
أ ـ الأمر بالمعروف
ب ـ النهي عن المنكر
ج ـ الإيمان بالله سبحانه إيمانا صحيحا.
بلحاظ أنّ المجتمع إذا خلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يهوي نحو السفل ؛ لما جبل عليه من الفساد والفوضى والشغب ، فإذا تحلّى
__________________
(١) الأنبياء : ٩٣.
(٢) آل عمران : ١١١.