الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٤١) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ
____________________________________
المنافقون واليهود (الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) من الكفر ، فلم يلطف بهم اللطف الخاص ـ كما يلطف بسائر المؤمنين ـ حتى تتطهر قلوبهم من أدران الكفر ، إن الله سبحانه بيّن لهم الدلائل ونصب لهم الحجج لكنهم أبوا من الرضوخ ولذا قطع الله تعالى لطفه عنهم.
(لَهُمْ) أي للمنافقين واليهود (فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) فضيحة وذلة ، أما المنافقون فلظهور نفاقهم عند المؤمنين مما يوجب التنفّر منهم ، وأما اليهود فبضرب الذلة عليهم إلا بحبل من الله وحبل من الناس (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، واليهود معلوم حالهم هناك.
[٤٣] (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) تكرار لتصوير واقعهم البشع فإن الإنسان إذا أراد أن يؤكد شيئا قاله أكثر من مرة حتى يقع في نفس السامع موقع القبول (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) جمع «أكال» مبالغة ل «آكل» أي كثير والأكل للرشوة وسائر أقسام الحرام ، (فَإِنْ جاؤُكَ) يا رسول الله ليجعلوك حكما فيما بينهم في قصة الزنا والقتل (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) بحكم الله سبحانه (أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) وقد جاز الإعراض لأنهم كانوا يعلمون بالحكم حيث كان مثبتا في التوراة فلم يكن الإعراض يسبب سحق حكم الله