وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣)
____________________________________
سبحانه وجهالة المجتمع به (وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ) فلم تحكم بينهم (فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً) إذ النفع والضرر بيد الله سبحانه لا بيد غيره (وَإِنْ حَكَمْتَ) يا رسول الله (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) أي بالعدل الذي هو إجراء حكم الله من رجم الزاني المحصن وقتل القاتل شخصا ما (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) أي العادلين الذين يعدلون في حكمهم.
[٤٤] إن أمر هؤلاء اليهود عجيب فإنهم لا يعترفون بك رسولا ومع ذلك يحكمونك في قضيتهم وذلك ليس إلا أنهم يريدون فرارا من حكم التوراة إلى حكم يطابق أهواءهم (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ) أي يجعلونك حكما يا رسول الله (وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ) أي والحال أن لديهم التوراة التي يعترفون بها كتابا (فِيها حُكْمُ اللهِ) بالنسبة إلى الزنا والقتل (ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) التحكيم ، أو من بعد حكمك فلا يقبلون حكمك أيضا (وَما أُولئِكَ) اليهود والمنافقون الذين حكّموك ، ثم تولوا (بِالْمُؤْمِنِينَ) بالتوراة أو بحكمك ، وإنما يظهرون الإيمان كذبا واختلاقا.
[٤٥] ثم بيّن سبحانه أن التوراة التي أعرض عن حكمها في قصة الزنا والقتل كتاب سماوي يجب العمل به ، ومن المعلوم أنه ليس المراد بذلك