يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧) وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
____________________________________
اللهِ) عن الجملة السابقة ، إذ لم يقل «فإنهم الغالبون» ، إفادة أن المتولي يعدّ من حزب الله وجماعته ، فليس الأمر من ناحية العبد فقط ، بل من ناحية الله أيضا.
[٥٨] قد نهي المسلمون عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، ثم الآن يأتي السياق لينهى عن اتخاذ أي كافر أو كتابي ـ ولو لم يكن يهوديا أو نصرانيا ـ وليا. وقد ورد في سبب النزول أن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم كان رجال من المسلمين يوادّونهما فنزلت هذه الآية ، ولو كان الأمر كذلك فالمراد ، بمن ذكر في الآية أعم من المنافق (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً) أي سخرية وتلاعبا ، وذلك بأن أظهروا الإسلام باللسان وأبطنوا الكفر بالجنان ، أو المراد جعله سخرية ولعب يستهزئون به (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي أنزل عليهم الكتاب (مِنْ قَبْلِكُمْ) وهم أهل الأديان السابقة على الإسلام (وَ) من (الْكُفَّارَ) المراد بهم الأعم من المنافقين ـ كما سبق ـ ولا يخفى أن الكفار أعم من أهل الكتاب ، لكن إذا ذكروا في كلام كان المراد بالكفار غيرهم (أَوْلِياءَ) تتولونهم كاتخاذ المؤمنين لله ورسوله أولياء (وَاتَّقُوا اللهَ) فلا تخالفوه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بالله وبما أمر به.
[٥٩] (وَإِذا نادَيْتُمْ) أيها المؤمنون (إِلَى الصَّلاةِ) إي دعوتم إليها