إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ (٥٦)
____________________________________
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) فالله له الولاية المطلقة والسلطنة الكاملة من جميع الجهات عليكم (وَرَسُولُهُ) محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَالَّذِينَ آمَنُوا) المتصفون بكونهم (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي الصدقة (وَهُمْ راكِعُونَ).
وقد روت العامة والخاصة أن هذه الآيات نزلت في علي أمير المؤمنين عليهالسلام لما تصدّق بخاتمه وهو في الركوع. وفي بعض الأخبار أنه كان تصدق قبل ذلك أيضا في صلاة أخرى بحلّة قيمتها ألف دينار أرسلها النجاشي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأهداها إلى علي عليهالسلام. (١)
[٥٧] ثم ذكر سبحانه أنه في تولي هؤلاء النجاح والغلبة ، فمن ظن أن في تولي غيرهم النجاح فقد اشتبه ، ودل التاريخ أنه كلما التزم المسلمون بهؤلاء نجحوا وتقدموا ، وكلما تولوا غيرهم خسروا وتأخروا (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ) أي يتخذه الله سبحانه وليا يأتمر بأوامره وينتهي عن زواجره (وَرَسُولَهُ) يقتدي به في أعماله وأقواله (وَالَّذِينَ آمَنُوا) علي والأئمة من ولده عليهمالسلام ـ حسب النزول ـ أو كل مؤمن حسب العموم ، في مقابل اتخاذ الكفار أولياء (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ) جنده وجماعته (هُمُ الْغالِبُونَ) على من سواهم من الأحزاب والجنود ، وفي قطع قوله : (فَإِنَّ حِزْبَ
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٨٨.