ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)
____________________________________
ولعل وجه قوله : «يأتي» مع أن الإمام عليهالسلام كان حاضرا وقت النزول ، اعتبار الوصف أي قوله «يجاهدون». تقول : «سوف آتي بشخص يفعل كذا» تريد أن الفعل «سوف» يأتي لا الشخص.
(ذلِكَ) المذكور في أوصاف القوم من محبة الله لهم ومحبتهم لله ولينهم مع المؤمنين وشدتهم على الكافرين وجهادهم بدون خوف اللوم (فَضْلُ اللهِ) حيث تفضل عليهم بهذه الصفات وهداهم إلى الحق (يُؤْتِيهِ) أي يعطي هذا الفضل (مَنْ يَشاءُ) ممن كان قابلا وأهلا (وَاللهُ واسِعٌ) فضله فلا يخاف نفاده إن أعطى أحدا (عَلِيمٌ) بموضع فضله وجوده.
[٥٦] ولما ذكر سبحانه أنه لا يجوز أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء ، بيّن ولي المؤمنين وأن اللازم أن يتخذوا الله ورسوله ومن نصبه الله وليا. وقد أجمع المفسرون بأن هذه الآية نزلت في علي أمير المؤمنين عليهالسلام (١). وقد يقال أن الأئمة الأحد عشر عليهمالسلام ليسوا بمشمولين للآية ، لدلالة «إنما» على الحصر؟ والجواب من وجهين :
الأول : إن الآية حصرت الأمر في وقت النزول ، وكانت ولايتهم عليهمالسلام بعد ذلك.
والثاني : وهو الأصح أن ولاية الأئمة من ولاية علي عليهالسلام ، كما لو قال : والي بلدكم فلان ، فإن من عينه الوالي للأمور كان امتدادا لولاية فلان.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ص ٣٦١ وتفسير العياشي : ج ١ ص ٣٢٧.