مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٦٠) وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ
____________________________________
ذلك (مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ) أي جزاء من عنده سبحانه ، وسمّي «مثوبة» استهزاء بهم ، وإنما سمّي ما عند المؤمنين شرا ـ وإن لم يكن ما للمؤمنين إلا الخير ـ للمقابلة في الكلام (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) أي طرده عن رحمته ، فلعنة الله لكم من شر إيماننا نحن (وَغَضِبَ عَلَيْهِ) بسبب عصيانه وتمرده عن الحق (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ) جمع «قرد» ، كما قال سبحانه : (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) (١) ، (وَالْخَنازِيرَ) بأن مسخهم على صور هذين الحيوانين النجسين (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) عطف على قوله : «لعنه الله» والطاغوت هو العجل الذي عبدوه (أُولئِكَ) اليهود الذين هذه صفاتهم (شَرٌّ مَكاناً) أي أن مكانهم في سقر الذي هو شر من مكان المؤمنين الذين نقموا منهم ، وقد ذكرنا أن هذا الكلام من باب المشاكلة اللفظية وإلا فليس في مكان المؤمنين شر (وَأَضَلُ) أي أكثر ضلالا (عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) أي وسط الطريق.
[٦٢] وحيث ابتدأ الكلام بعرض المنافق وأهل الكتاب في صف واحد ، ذكر سبحانه صفة من صفات المنافقين ، وأنهم كيف لا يؤثّر فيهم الوعظ والإرشاد (وَإِذا جاؤُكُمْ) أي جاءكم المنافقون (قالُوا آمَنَّا) إيمانا كإيمانكم (وَ) لكنهم في دعواهم تلك كاذبون ، إذ (قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ
__________________
(١) البقرة : ٦٦.