وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (٦١) وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٦٢)
____________________________________
وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) أي بالكفر ، كأن «الكفر» مادة يحملونها معهم فهم قد دخلوا بهذه المادة حينما دخلوا في المجلس ، ثم خرجوا بهذه المادة كما دخلوا ، لم تؤثر فيهم الموعظة والبلاغ ، حيث كانت قلوبهم مع إخوانهم الكافرين لا معكم حتى تؤثر فيهم الموعظة (وَاللهُ أَعْلَمُ) منكم (بِما كانُوا يَكْتُمُونَ) أي يخفون من الكفر والنفاق.
[٦٣] ثم إن هؤلاء الكفار يجمعون مع كفرهم صفات أخرى ذميمة هي من مستلزمات الانحراف ، أشار إليها بقوله تعالى : (وَتَرى) يا رسول الله (كَثِيراً مِنْهُمْ) أي من هؤلاء الكفار وهم الرؤساء وذووا الجاه والمنصب (يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) فيسابق بعضهم بعضا في فعل الإثم والتعدي على الناس ، إنهم حيث لم يؤمنوا بالله وكانت ديانتهم ـ المزعومة ـ صورية كان همّهم تحصيل أكثر ما يمكن من المال والجاه ، لذا يتسابق بعضهم بعضا في ذلك ، إن الإثم لا أهمية له في نظرهم إذ لم يعمر قلوبهم الإيمان ، والتعدي من شأن من يريد إعمار دنياه (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) كل مال حرام من رشوة وربا وأكل أموال اليتامى وأكل أموال الناس بالباطل (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) فإن أعمالهم توجب خزي الدنيا والآخرة.
[٦٤] وهنا يتوجه السياق إلى العلماء والمتدينون منهم ، كيف يسكتون على هذه المنكرات البشعة التي ظهرت في اليهود؟ وما شأنهم إذا سكتوا عن