لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ (٦٣) وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا
____________________________________
كل تلكم الجرائم (لَوْ لا) كلمة تحضيض بمعنى «هلّا» أي : لماذا لا (يَنْهاهُمُ) أي ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان (الرَّبَّانِيُّونَ) جمع «رباني» وهو منسوب إلى الرب على غير القياس ، أي الإلهيون الذين يتورعون من خوف الله سبحانه (وَالْأَحْبارُ) جمع «حبر» بالفتح والكسر ، وهو العالم (عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ) وهو ما يقوله الإنسان بغير حق من كذب وغيبة ونميمة وتحريف وغيرها (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) من الربا والرشوة وغيرهما ، و «السحت» هو أشد أنواع الحرام (لَبِئْسَ ما كانُوا) أي كان هؤلاء الربانيون والأحبار (يَصْنَعُونَ) فإن سكوتهم عن الباطل ومجاملتهم لأهله نوع من الصنع.
[٦٥] ثم بيّن سبحانه مثلا ل «قولهم الإثم» بقوله : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) لا ينفق رزقا ولا يعطي شيئا ، كأنهم قالوا ذلك تبريرا لبخلهم ، فإن الله لو كان لا ينفق فأجدر بهم أن لا ينفقوا ، وقيل : إن سبب نزول هذه الآية : أن اليهود كانوا من أكثر الناس مالا وسعة ، فلما جاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذبوه ضيق الله عليهم فقال أحد اليهود : إن يد الله مغلولة ، فرد الله عليهم (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) دعاء عليهم بأن تغل أيديهم عن الخير ، أو إخبار عنهم بأن اليهود بخلاء لؤماء ، أي أنهم غلت أيديهم ، لا الله سبحانه (وَلُعِنُوا بِما قالُوا) لعنهم الله وطردهم عن رحمته بسبب هذه المقالة.