لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٦٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ
____________________________________
لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) من الدين الصحيح الذي ارتضاه الله لعباده (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) بالعمل بما فيهما بدون تحريف أو تحوير (وَ) تقيموا (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني القرآن ، وقد سبق وجه قوله : (أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) وأنه لجهة نزول القرآن في أوساطهم (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) فعوض أن يهتدوا بالقرآن يزيدهم طغيانا حيث كلما رأوا القرآن صمموا على مقابلته وكفروا بكل ما ينزل منه ، ولا يخفى أن نسبة الزيادة إلى القرآن مجازا ، وإلا فهوى أنفسهم هو الذي يزيدهم كفرا (فَلا تَأْسَ) أي فلا تحزن يا رسول الله (عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) الذين كفروا بعد ما علموا الحق ، وأعرضوا عن الهدى بعد أن رأوه وعرفوه.
[٧٠] وحيث تقدم أن الله لا يهدي القوم الكافرين ، مما كان يوهم أن الكفار غير قابلين للهداية ، ذكر سبحانه أنهم إن آمنوا ـ الملازم لإمكان الإيمان منهم ـ كان لهم ما لغيرهم من المؤمنين من الأجر والمثوبة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) إيمانا ظاهرا بالشهادتين (وَالَّذِينَ هادُوا) أي اليهود (وَالصَّابِئُونَ) وهم قسم من المسيحيين أو غيرهم ـ كما تقدم في سورة البقرة ـ ورفع «الصابئون» مع أنه عطف على المنصوب ب «إن» للإلفات إلى أن الصابئ الذي لا يرجى فيه خير إن آمن قبل ، فكيف بغيره؟! فهو معطوف على