فلسفة كاملة عن الحياة
حيث أن القرآن الحكيم فلسفة كاملة للحياة ولا فلسفة كاملة غيره ، لا بد وأن يسيطر على الحياة ، إن عاجلا أو آجلا ، فإنه إنما يسيطر إذا عرف البشر هذين الأمرين :
إنه فلسفة كاملة ولا فلسفة كاملة غيره :
إذ البشر بحاجة إلى فلسفة كاملة ليسعد ، والسعادة هي الغاية المتوخاة لكل بشر ، وليس وراءها مقصد ، فإن الذاتي لا يعلل بغيره.
أما أن القرآن فلسفة كاملة ، فلأنه يعطي شؤون الروح ، ويعطي متطلبات الجسد ويستند إلى ما لا يتغير ، وهذه العناصر الثلاثة هي التي تشكل السعادة الكاملة لأن الإنسان روح وجسد ، ولكل واحد منهما متطلبات ، ثم إذا كان متطلباتهما غير مستندة إلى قوة أزلية لا تتغير ، كانت محلّا للتغيير ، مما يسلب الثقة ، وسلب الثقة ينتهي إلى الشقاء ، فهو مثل أن تراجع طبيبا لا تثق به أو تركب طائرة أو سفينة لا تثق بهما حيث أن في الكل احتمال العطب الذي يوجب الشقاء النفسي وشقاء النفس كسعادتها ، تسريان إلى الجسد للتفاعل بين الروح والجسد ، ولذا كان القلق يوجب قرحة المعدة ، وأمراضا أخر ، ولذا كان أيضا المرض الجسدي يوجب اضطراب العقل ، ومنه قيل : «العقل السليم في الجسم السليم».
وعلى هذا فإذا لم تكن المتطلبات مستندة إلى قوة أزلية توجب الثبات والاستقرار ، كان الإنسان يعيش في ألم وعذاب ، وحيث أن من طبيعة