وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨) لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ
____________________________________
وثانيا : أنه من قبيل (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) (١) ، ولعل السر في المقامين أن الأمر كان جائزا قبل النهي ، ولفظة «لم» ليس للتقريع ، بل للإرشاد وإعطاء الحكم.
(وَلا تَعْتَدُوا) حتى تسرفوا في تناول الطيبات ، أو تتعدوها إلى الخبائث (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) قد تقدم أن معنى «لا يحب» في هذه المقامات : أنه يكرههم ويبغضهم.
[٨٩] (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) أي في حال كون الرزق حلالا ـ أي مباحا ـ طيبا ، أي لا ضرر فيه ولا خبث (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ) أي بالله (مُؤْمِنُونَ) فلا تخالفوا أوامره ولا ترتكبوا زواجره.
[٩٠] (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) اليمين التي أجازها الله سبحانه هي التي تكون منعقدة وتترتب على حنثها الكفارة ، أما اليمين اللفظية ـ التي تتداول على ألسنة الناس حيث يحلفون على كل صغيرة وكبيرة ـ واليمين التي لم يعط الله الرخصة في متعلّقها كيمين تحريم الطيبات على النفس زهدا ، فهي لغو من اليمين لا تترتب عليها كفارة ، ولا يكون نقضها حنثا (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) عن قصد وتعمّد مع
__________________
(١) التحريم : ٢.