وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٩٣) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
____________________________________
[٩٣] (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) في الأوامر والنواهي ، ومن المعلوم أن طاعتهما واحدة ، وإنما يذكر الله لأنه الأصل في الإطاعة ، ويذكر الرسول لأنه المبلغ الذي بيّن الأمر والنهي (وَاحْذَرُوا) من مخالفتهما فإن ذلك موجب لخزي الدنيا والآخرة (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي أعرضتم عن إطاعتهما (فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) فانتظروا العقوبة حيث قد بلّغكم الرسول فلم ينفعكم البلاغ وتجاوزتم الحد.
[٩٤] ولما نزل تحريم الخمر والميسر قال بعض الصحابة : يا رسول الله ما تقول في إخواننا الذين مضوا وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر ـ يريدون هل من إثم على الذين قتلوا أو ماتوا قبل التحريم ، وهم يتعاطونهما؟ ـ فنزلت هذه الآية (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ) أي إثم وحرج وعصيان (فِيما طَعِمُوا) سابقا قبل التحريم من الخمر وتعاطوا من الميسر وغلّب أحد اللفظين تخفيفا كما قال الشاعر : «علفتها تبنا وماء باردا» (إِذا مَا اتَّقَوْا) «ما» زائدة ، (وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي إذا كان طعامهم مصاحبا للتقوى والإيمان والعمل الصّالح ، ثمّ إنّ الإنسان قد يكون مؤمنا وعاملا للصالحات لكنّه ليس متّقيا ، أي ليس في نفسه حالة رادعة وملكة الخوف من الله سبحانه ، ولذا ذكر سبحانه التقوى في عداد الإيمان