وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ
____________________________________
وهنا كذلك ، إذ الآية مسوقة لبيان «أن المؤمنين الذين شربوا وهم متقون عاملون بالصالحات ليس عليهم جناح» في مقابل توهم الأصحاب أن عليهم الجناح ، لا أنه سيق للمفهوم حتّى يقال بعدم استقامة مفهومه ... ثم إنه من المحتمل أن يكون في تناول الكفار للمباح حضر ، كما دلّ الدليل أن في تناول المباح للنصّاب حضر ، فمن شرب من نهر الفرات من أعداء الصديقة الطاهرة عليهاالسلام كان شربه محرما ، وعلى هذا فللمفهوم مجال واسع في الآية.
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون في أمورهم ، وكأنه حث على الإحسان وإن لم يكن المحسن من أهل الإيمان. ولا يخفى أن من طعم محرما وتذرّع لرفع الحد عنه بهذه الآية ، فهو مخطئ إذ الآية تشترط في عدم الجناح الإيمان والتقوى والعمل الصالح ، ومن المعلوم أن التقوى والعمل الصالح يتنافيان مع عمل المحرم.
[٩٥] وفي سياق التحليل والتحريم ، وتتميما لما تقدم في أول السورة من قوله سبحانه : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ) وقوله : (إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) يأتي ذكر الصيد في حال الإحرام وكفارته (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ) من «بلا» بمعنى اختبر ، يعني ليختبركم الله ويمتحنكم (بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) أي ببعض الصيد المحرّم على المحرم (تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ) فيكون في طريقكم إلى الحج بعض أقسام الصيد سهل التناول حتى أن أحدكم لو مدّ يده لتمكن من أخذه ، ولو شرع رمحه لتمكن من صيده ، وبالأخص فراخ الطير وصغار الوحش وبيض الطير