قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨) وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ
____________________________________
الله سبحانه فقد كفر بنعمه وفضله.
وهنا سؤال : لم أطلق الله سبحانه إبليس ليضل البشر؟
والجواب : لأن الدنيا وضعت للاختبار ، ولو لم يكن الآمر بالشر كانت دنيا جبر وإكراه ، ولم يكن للمطيع فضل يستحق به الجنة.
وسؤال ثان : أليس من الممكن أن يتفضل الله بالجنة على البشر بدون اختبار؟
والجواب : كلّا ، إن الإنسان بالإطاعة يكون قابلا للدرجات ، كالتلميذ الذي يكون قابلا للتعليم ـ بالقراءة والامتحان ـ فلو لم تكن إطاعة لم تكن قابلية ، ومن المعلوم أن حرمان القابل لأجل غيره ظلم ، ألا ترى لو أن الحكومة لم تفتح المدرسة لتهذيب النفوس المستقيمة الذكية ، إشفاقا على البليد الذي يرسب ، كان ظلما للذكي النابه. والكلام طويل مذكور في كتب الكلام والفلسفة.
[١٩] (قالَ) الله تعالى لإبليس : (اخْرُجْ مِنْها) أي من الجنة (مَذْؤُماً) من «ذأم يذأم» فهو «مذءوم» بمعنى : عاب ، فإن الذأم والذيم أشد العيب (مَدْحُوراً) أي مطرودا ، من «دحر» بمعنى : طرد (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) أي : أؤكد أن من تبعك من البشر (لَأَمْلَأَنَ) أي أملأ بالتأكيد (جَهَنَّمَ مِنْكُمْ) من التابع والمتبوع (أَجْمَعِينَ) بلا استثناء.
[٢٠] وبعد تمام الكلام مع الشيطان توجه الخطاب إلى آدم عليهالسلام الذي خلقه سبحانه للاستخلاف في الأرض (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ) حواء