الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٩) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ
____________________________________
(الْجَنَّةَ) هو أمر من «السكن» دون السكون ، والتقدير «ولتسكن زوجك» (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) من ثمار الجنة (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) بالأكل ، والنهي عن الاقتراب مبالغة في عدم الأكل ، نحو قوله سبحانه : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ) (١) ، وقد تقدم الكلام حول ماهية الشجرة ، في سورة البقرة (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) لأنفسكما ، والظلم كان لأجل أن الأكل يسبب خروجهما.
[٢١] (فَوَسْوَسَ لَهُمَا) أي لآدم وحواء ، ومعنى الوسوسة : الإلقاء في الذهن إلقاء مردّدا ، هل يفعل أو لا يفعل (الشَّيْطانُ) في أكل الشجرة (لِيُبْدِيَ لَهُما) أي ليظهر لهما ، و «اللام» للعاقبة ، نحو : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٢) ، (ما وُورِيَ) أي ما ستر من «وارى» على وزن «فاعل» (عَنْهُما) أي عن آدم وحواء (مِنْ سَوْآتِهِما) أي عورتيهما ، فقد كان آدم وحواء مستورين بألبسة الجنة وكان لازم إخراجهما إذا أكلا من الشجرة أن ينزع عنهما اللباس ، فكان عاقبة أكلهما إظهار عورتيهما ، وسميت العورة «سوءة» لأنها يسوء الإنسان ظهورها.
(وَقالَ) الشيطان في وسوسته لهما (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ
__________________
(١) الإسراء : ٣٥.
(٢) القصص : ٩.