الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ
____________________________________
الشَّجَرَةِ) أي عن أكلها (إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) فليس النهي لأجل تحريم الأكل عليكما ، بل لأجل أن تبقيا في صورة البشر ـ المحببة إليكما ـ أما إذا لم تشاءا فلا مانع لله سبحانه عن أكلكما من الشجرة ، والحاصل أنه أوهمهما أن النهي ليس وراءه لوم ، وإنما هو نهي صلاح (أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) فمن أكل من الشجرة إما أن يصبح ملكا ، أو يكون إنسانا خالدا.
[٢٢] (وَقاسَمَهُما) أي حلف لهما بالله تعالى ، فإن «قاسم» و «أقسم» بمعنى الحلف (إِنِّي لَكُما) يا آدم وحواء (لَمِنَ النَّاصِحِينَ) فإني أنصحكم بالأكل لتكونا كسائر الملائكة ، أو تبقيا مخلدين في الجنة.
[٢٣] (فَدَلَّاهُما) أي دلّى الشيطان آدم وحواء ، من «تدلية الدلو» وهو أن ترسلها في البئر ، بمعنى دلاهما من الجنة إلى الأرض (بِغُرُورٍ) أي بما غرّهما من الكلام والقسم (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) بأن أكلا منها شيئا يسيرا انتزعت ملابسهما و (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) أي ظهرت عورتاهما (وَطَفِقا) أي شرعا (يَخْصِفانِ) أي يجمعان من «الخصف» بمعنى الجمع (عَلَيْهِما) أي على أنفسهما (مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) فقد أخذا من أوراق شجرة التين ، وجعلا يلفان على عورتيهما (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ