وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا
____________________________________
فرعون ، حتى وصلوا إلى البحر ، فدخل موسى ومن معه البحر بعد ما انشق لهم طرقا ، ولما بلغوا منتصف البحر ـ وهو البحر الأحمر ـ دخل فرعون وجنوده البحر ولما بلغ موسى آخر البحر وخرجوا ، كان فرعوا قد بلغ منتصفه ـ وعرضه أربع فراسخ تقريبا ـ وهناك أطبق الماء على أصحاب فرعون ، وأغرقوا أجمعين.
[١٣٨] (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ) يعني : أعطينا بني إسرائيل الذين كانوا مستضعفين ، فإن القبط كانوا يستضعفونهم ، فأورثهم الله (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) أي مشارق الأرض التي كانوا فيها ، ومغاربها يعني أرض الشام ، فإن بني إسرائيل ملكوها بعد الفراعنة والعمالقة (الَّتِي بارَكْنا فِيها) بإخراج الزرع والثمار وسائر صنوف النبات والأشجار (وَتَمَّتْ) وثبتت (كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى) صفة «كلمة» أي الكلمة الحسنة التي وعدها الله (عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) فإنه أنجز وعده بإهلاك أعدائهم واستخلافهم في الأرض وكان تمام الكلمة الحسنى بسبب ما (صَبَرُوا) على أذى فرعون متمسكين بدينهم ، وقيل المراد ب «الكلمة الحسنى» ما بيّنه سبحانه في محل آخر بقوله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) ـ إلى قوله ـ (يَحْذَرُونَ) (١).
__________________
(١) القصص : ٦ و ٧.