قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠) وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ
____________________________________
[١٤١] ثم (قالَ) موسى عليهالسلام لقومه على نحو الاستنكار والتوبيخ : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً) أي ألتمس وأطلب لكم إلها غير الله ، إن هذا لا يكون أبدا (وَ) الحال أنه إلهكم الوحيد و (هُوَ) الذي (فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) أي عالمي زمانهم ، فإنه هو المعطي المفضل ، فكيف أتخذ إلها غيره؟!
[١٤٢] ثم خاطب الله سبحانه بني إسرائيل الموجودين في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعدّد نعمه عليهم ، استدراجا لهم إلى الإيمان ، وتذكيرا بما سبق لهم منه سبحانه من الإحسان (وَ) اذكروا يا بني إسرائيل (إِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) خلّصناكم منهم ، والمراد ب «آل فرعون» قومه وذووا السلطة في ملكه ، حين كانوا (يَسُومُونَكُمْ) أي يولونكم ويفعلون بكم ـ من «سام فلانا» إذا عذبه وأذّله ـ (سُوءَ الْعَذابِ) أي العذاب السيئ.
ثم بيّن سبحانه طرفا من ذلك العذاب بقوله : (يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ) «التقتيل» تفعيل من القتل ، أي يكثرون القتل في الذكور منكم. فقد كان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل ، لئلّا يولد فيهم مولود ذكر يذهب بملكه ـ حسب ما أخبره المنجّمون ـ ثم بعد ذلك وإن علم بموسى وأرسل إليه ، أخذ يقتل الذكور ثانية ، لئلّا يجتمعون حول موسى وتقوى شوكته فيعارضوه في سلطانه (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) أي