وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١) وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً
____________________________________
يستبقونهن أحياء للخدمة والاستمتاع والإذلال (وَفِي ذلِكُمْ) أي في تخلية فرعون وما يفعل بكم (بَلاءٌ) أي ابتلاء (مِنْ رَبِّكُمْ) من قبله سبحانه ليجازي الصابرين (عَظِيمٌ) أو المعنى : في طرف ما فعل بكم من النجاة «بلاء» أي نعمة ، فإنه يأتي بمعناها «من» طرف ربكم «عظيم» حيث تفضل عليكم بنعمة النجاة من ذلك الشقي.
[١٤٣] ثم ذكر سبحانه تمام نعمه على بني إسرائيل فقال : (وَواعَدْنا) أي وعدنا (مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً) فقد روي أن موسى عليهالسلام لما كان بمصر وعد بني إسرائيل أنه إذا أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله فيه بيان ما يأتون وما يذرون ، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب ، فوعد الله موسى أن يأتي إلى الطور ويصوم ثلاثين يوما ثم يعطيه الكتاب الذي فيه الشرائع. ولعل ذكر «ليلة» دون «يوم» لأجل أن الليل أقرب إلى المناجاة ، فإن الظلمة تشع في النفس الانقطاع والخوف والرجاء ، مما يجعل الإنسان أقرب إلى الله سبحانه من النهار ، ولذا كان العبّاد يتخذونها ميقاتا لعبادتهم (وَأَتْمَمْناها) أي أكملنا الثلاثين ليلة (بِعَشْرٍ) ليال حتى صار المجموع أربعين (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ) أي الوقت المضروب لإعطاء الكتاب (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وقد كان ذلك لأجل تهيئة موسى عليهالسلام لأهلية إعطاء الكتاب ، ولئن يعرف الناس عظمة الكتاب حتى أن مثل موسى عليهالسلام لا يعطى له إلا بعد الصيام والقيام.
ولا يخفى أن الإتمام عشرا لا ينافي وعده ثلاثين ، فإن المقرّر كان