وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢) وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ
____________________________________
إعطاء الكتاب بعد إتمام الثلاثين ، لا بمجرد إكمال الثلاثين ، وإنما قال : «فتم ميقات ربه» لئلا يوهم أن المعنى : أكملنا الثلاثين بعشر حتى كملت ثلاثين ، نحو : «أكملت العشرة بدرهمين».
(وَ) حين أراد موسى عليهالسلام الخروج إلى ميقات ربه أوحى إلى أخيه هارون عليهالسلام إذ (قالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي) أي كن خليفتي (فِي قَوْمِي) فإن هارون وإن كان نبيا لكنه لم يكن رئيسا ، ففوض إليه موسى عليهالسلام منصب الرئاسة (وَأَصْلِحْ) فيما بينهم وأصلحهم (وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الذين يأمرون بالفساد ويفسدون الناس ، وهارون عليهالسلام وإن كان منزّها عن ذلك ، إلّا أن ذلك لتنبيه القوم وإرشادهم إلى عمل هارون ، فإن الإنسان قد يوصي لأجل الوصيّ ، وقد يوصي لأجل من يسمع.
[١٤٤] (وَلَمَّا جاءَ مُوسى) عليهالسلام (لِمِيقاتِنا) «الميقات» هو الزمان أو المكان الذي قدّر ليعمل فيه ، ولذا يقال : «ميقات الحج» للمكان المقدّر فيه الإحرام ، والمعنى : أنه لمّا انتهى موسى إلى المكان الذي وقّتنا له وأمرناه بالمسير إليه لننزل عليه التوراة ، أو المراد الميقات الزماني ، أي لمّا انتهى إلى زمان المواعدة (وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) بأن خلق الكلام في الفضاء حتى سمعه موسى عليهالسلام ، فإن الله سبحانه منزّه عن اللسان واللهاة وسائر الأمور المرتبطة بالكلام الجسدي.
(قالَ) موسى : يا (رَبِّ أَرِنِي) نفسك (أَنْظُرْ إِلَيْكَ) نظر