وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣) قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٤٤) وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ
____________________________________
بداعي التعظيم ، كما أن أدوات الاستفهام في كلامه سبحانه هي لإنشاء مفهوم الاستفهام بداعي آخر ، كالمفاضلة في قوله : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (١) ، (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) بك وبما يليق بك من الصفات.
[١٤٥] (قالَ) الله سبحانه : (يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ) أي اخترتك (عَلَى النَّاسِ) وفضّلتك عليهم (بِرِسالاتِي) حيث ألقيت إليك أنواع الرسالة في الأصول والفروع (وَبِكَلامِي) حيث كلّمتك دون سائر خلقي. والعطف إما للبيان ، أو المراد من الرسالة غير ما كلّم فيه ، بل كانت بالإلهام ، ومن الكلام غير ما أرسل به ، بل كان لسائر الأمور (فَخُذْ) يا موسى (ما آتَيْتُكَ) أي أعطيتك من التوراة وتمسك به (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لنعمتي ، والشكر إما بالجنان بأن يعرف الإنسان قدر المنعم وفضله ، وإما باللسان بأن يعترف بجميله ، وإما بالأركان بأن يأتي الإنسان بما يستحق المنعم من التعظيم والإجلال والخضوع ، قال تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) (٢).
[١٤٦] (وَكَتَبْنا لَهُ) أي لموسى عليهالسلام (فِي الْأَلْواحِ) جمع «لوح» ، وهي القطعة من الخشب أو نحوها ، وقد نزلت على موسى عليهالسلام ألواح
__________________
(١) الزمر : ١٠.
(٢) سبأ : ١٤.