بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٤٦) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤٧) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً
____________________________________
(بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بحججنا ومعجزات رسلنا (وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) لا يتفكرون فيها ولا يتعظون بها ، والمراد تشبيههم بالغافل الذي يغفل عن صلاحه فلا يعمل بمقتضاه.
[١٤٨] (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي المعجزات والحجج (وَ) كذبوا ب (لِقاءِ الْآخِرَةِ) بأن أنكروا القيامة والبعث والنشور (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) التي عملوها ، فإن كل إنسان يعمل بعض الأعمال الخيرة ، فإذا كان مؤمنا يثاب عليها ، وإن كان كافرا لم يثب عليها ، وهذا لا ينافي خفة العذاب ، كما ورد في حاتم وأنو شروان وغيرهما (هَلْ يُجْزَوْنَ) أي لا يجزى هؤلاء المتكبرون ، فإن الاستفهام للإنكار (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) فليس حبط أعمالهم ظلما لهم.
[١٤٩] ثم يبيّن سبحانه طرفا آخر من قصة بني إسرائيل ، وهي قصة عبادتهم للعجل حين كان موسى عليهالسلام في الطور (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد خروج موسى عليهالسلام إلى ميقات ربه (مِنْ حُلِيِّهِمْ) الذهبية التي كانت لهم ، من سوار وخلخال وقلادة وغيرها (عِجْلاً) أي صبّوا الحلي في صورة العجل وهو ولد البقر (جَسَداً) أي لا روح فيه ، فكان تمثال العجل وصورته ، لا واقعه وحقيقته ، ولعل هذا القيد لئلّا يتوهّم أن القوم ألبسوا الحلي عجلا حقيقيا ، فإن موسى عليهالسلام لما أبطأ