لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً
____________________________________
أشاع رجل من بني إسرائيل واسمه «السامري» أن موسى قد مات ثم جمع حلي القوم وصاغها عجلا ، وقال لبني إسرائيل : إن هذا إلهكم ، وقد كان العجل من آلهة مصر ، وكانوا يألفون عبادته ، ولذا قبلوه ، وقد طلبوا سابقا من موسى عليهالسلام أن يجعل لهم إلها.
وفي بعض التفاسير : إن القوم الذين رآهم بنو إسرائيل على البحر كانوا يعبدون العجل ، حين قالوا لموسى : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) (١) ، وكان العجل الذي صنعه السامري (لَهُ خُوارٌ) أي صوت كصوت العجل. وقد اختلف في ذلك ، ففي بعض التفاسير أن السامري صنعه بحيث إذا هبّت عليه الريح دخلت في جوفه فأحدثت صوتا. وفي تفسير آخر : إن «السامري» رأى جبريل عليهالسلام راكبا فرسا حين عبروا البحر ، فأخذ من تحت حافر فرسه التراب ، فأدخله جوف العجل ، وكان منه الخوار ، أو أن الخوار كان منه سبحانه حيث خلقه فيه للابتلاء.
ولا يستشكل : أنه كيف يخلق ذلك ، وهو موجب لافتتان الناس؟
فإن الجواب واضح : إذ المحل لم يكن محل اشتباه فقد علموا جميعا أن الله سبحانه لا يرى وليس بجسم ، فكان ضلالهم بسوء اختيارهم.
(أَلَمْ يَرَوْا) أولئك الذين عبدوا العجل (أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ) فمن هو عاجز عن أقل شيء وهو الكلام كيف يكون إلها؟ (وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً) أي لا يرشدهم إلى خير ليأتوه ولا إلى شر ليجتنبوه
__________________
(١) الأعراف : ١٣٩.