اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً
____________________________________
(اتَّخَذُوهُ) أي اتخذوا العجل إلها ، فإن كثيرا منهم أطاعوا السامري في عبادة العجل ، ولم يطيعوا هارون فيما وعظهم وأنذرهم (وَكانُوا ظالِمِينَ) لأنفسهم بهذه العبادة حيث حرموها من خير الدنيا وسعادة الآخرة.
[١٥٠] (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) أي سقط البلاء في يدهم ، وهذا من باب التمثيل والتشبيه ، فإن الإنسان إذا عمل عملا فندم ، يقال : «سقط في يده» كأن الشيء الذي اكتسبه لم يرج ، ولم يذهب كما هو عادة المتاع الجيد ، بل سقط في يده وبقي عنده ، وكأن الأصل فيه أن المتاع يسقط من محله إلى مستقره ، وهو الذي يصرفه لأجل حوائجه ، فإذا بقي عند الواسطة ـ وهو التاجر ـ كان ساقطا في يده ، دون يد المستهلك (وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا) فإنهم بعد ما عبدوا العجل ندموا فيما أفرطوا ، كما هو شأن غالب الحركات الاعتباطية فإن الناس يأتون بها من فورهم ثم يندمون حينما يتفكرون (قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) بقبول توبتنا (وَيَغْفِرْ لَنا) ما فعلناه من عبادة العجل (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين خسروا أنفسهم باستحقاق العقاب ، وفوت الثواب.
[١٥١] (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى) من الميقات (إِلى قَوْمِهِ) وعرف الأمر صار (غَضْبانَ أَسِفاً) أي حزينا على ما صدر منهم من عبادة العجل ، أو المراد رجع غضبان آسفا ، لما أعلمه الله سبحانه من عبادتهم العجل