فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٧) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
____________________________________
القلوب أكثر إذا رقّت (فَسَأَكْتُبُها) أي اكتب رحمتي. وهذا على سبيل الاستخدام ، فإن المراد بالرحمة أولا جميع أقسام الرحمة ، والمراد بها من الضمير ثانيا : الرحمة الخاصة الزائدة (لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الكفر والمعاصي (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي يعطونها (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا) أي بحججنا ودلالاتنا (يُؤْمِنُونَ). ثم بيّن أولئك بقوله :
[١٥٨] (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَ) أي أن الذين تكتب لهم الرحمة الكاملة هم التابعون لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْأُمِّيَ) نسبة إلى أم القرى «مكة» وبمعنى الذي لم يتعلم عند معلم ـ وإن كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم كل شيء بوحي الله وإرادته ـ والعرب تسمي من لم يتعلم ب «الأمي» ، نسبة إلى الأم ، كأنه بقي مثل ما ولدته أمه (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) فإن الكتابين بشّرا به صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبرا بنعته ، وإنما حرّفهما ـ بعد ذلك ـ اليهود والنصارى.
وللشيخ محمد صادق فخر الإسلام ، في كتابه «أنيس الأعلام» قصة طويلة حول هذا الموضوع ، ولم يكن هذا بدعا ، فقد كان كل نبي سابق يبشر بالنبي اللاحق ، كما أن كل نبي لا حق يصدّق النبي السابق ، ونحن اليوم نرى صفة الإمام المهدي عليهالسلام في كتبنا ، حيث وعدنا بظهوره «عجل الله فرجه».
ثم بيّن سبحانه سائر صفاته التي تجعل من دينه دين الفضيلة