أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٧٩) وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠) وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ
____________________________________
بعثت وتنزجر إذا زجرت ، بخلاف هؤلاء فإنهم يلقون بأيديهم إلى التهلكة ولا ينصاعون للأوامر والزواجر (أُولئِكَ) الضالون (هُمُ الْغافِلُونَ) عن الحق والواقع ، فإنهم كالغافل في عدم الانتفاع بالأوامر والنواهي ، وليست الأنعام غافلة ، فهم أسوأ من الأنعام.
[١٨١] وحيث ذكر سبحانه مصير الكافرين وأنهم الذين لا يعقلون ولا يهتدون ، بيّن ما يجب أن يكون عليه أهل القلوب الفاقهة من العقلاء فقال : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي الحسنة المعنى كالكريم والغفور والجواد والرحيم والعفوّ وغيرها (فَادْعُوهُ بِها) أي فادعوا الله بهذه الأسماء بأن يقال : يا كريم يا غفور وهكذا (وَذَرُوا) أي اتركوا (الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) أي ينحرفون فيها بتسمية أصنامهم بأسمائه سبحانه ، فقد كانوا يقولون لشيء : هذا إله المطر ، وهذا إله النبات ، وهذا إله الأرض .. وهكذا ، فكانوا يجعلون صفاته وأسمائه للأصنام أو الأوهام ، أو المراد : يلحدون بأسمائه كما سموا صنما ب «اللات» مخفف «الله» وصنما ب «العزى» مخفف «عزيز» ، أو المراد : يلحدون بتسمية الله بأسماء لا تليق به كتسميته «أبا» و «زوجا» وما أشبه ذلك. إنهم (سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) في الدنيا بالشقاء وفي الآخرة بالنار.
[١٨٢] ثم بيّن سبحانه أن ليس كل الناس منحرفين في الشرك والظلم (وَمِمَّنْ خَلَقْنا) من البشر (أُمَّةٌ يَهْدُونَ) الناس (بِالْحَقِ) ويرشدونهم