وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤)
____________________________________
إليه (وَبِهِ) أي بالحق (يَعْدِلُونَ) أي يحكمون بالعدل لا يزيغون عن الحق ولا يميلون نحو الباطل.
[١٨٣] (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) فلم يؤمنوا ، بل بقوا على عنادهم ، مصرّين على كفرهم (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) «الاستدراج» هو تقريب شيء إلى المقصد درجة درجة ، أي أن المكذبين نقرّبهم إلى العذاب والهلاك درجة فدرجة (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) أنهم آخذون في القرب من الهلاك ، فإن المؤمن كلما زلت به قدم تذكّر واستغفر وابتعد بنفسه عن الهلكة ، أما المكذب فإنه حيث لا يبالي بما عمل يتقرب إلى الهلاك شيئا فشيئا وهو لا يعلم ذلك.
[١٨٤] (وَأُمْلِي لَهُمْ) «الإملاء» التأخير ، أي : أمهلهم ولا أعاجلهم بالعقوبة فإنهم لا يفوتون الله سبحانه ، والإمهال لهم موجب لكثرة عذابهم لازدياد معصيتهم (إِنَّ كَيْدِي) «الكيد» هو معالجة الأشياء خفية ، إن عملي للانتقام منهم (مَتِينٌ) مستحكم لا يفوته شيء.
[١٨٥] (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) أي هلّا يتفكر المشركون فيما يقولونه ويرمون به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجنون ، فإنهم كانوا يقولون أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مجنون (ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ) وكيف يكون مجنونا من يأتي بما يعجز عنه البشر ، وكل أقواله وأعماله في غاية الصحة والدقة؟! (إِنْ هُوَ) أي ما هو (إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)