أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥)
____________________________________
منذر للناس إن عملوا شيئا يعاقبوا عليه ، فواضح كونه منذرا ، وإنما ذكر «الإنذار» فقط لأنه في مقابل المشركين الذين كانوا يعملون السيئات.
[١٨٦] إنهم كيف لا يؤمنون والكون كله يدل على وجود الله سبحانه؟ ثم كيف لا يؤمنون ومن الجائز أن يموتوا عاجلا فيبتلوا بالعقاب والعذاب؟! (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) نظر اعتبار وتعقّل (فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي آثار الملك ، فإن الأثر يدل على المؤثر حتى يعترفوا بالإله الخالق وبما يليق به من الصفات (وَ) أولم يتفكروا وينظروا في (ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) من أصناف خلقه فيعرف أنه خالق الأشياء جميعا (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) حتى يعدوا للموت عدّته ويحتاطوا لما بعد الموت حتى لا يندموا ويخسروا ، فإن مجرد احتمال ذلك كاف في أن يرتدع الإنسان ، كما أشار إلى ذلك الإمام علي عليهالسلام في الأبيات المنسوبة إليه :
قال المنجم والطبيب كلاهما |
|
لم يحشر الأموات ، قلت : إليكما |
إن كان قولكما فلست بخاسر |
|
أو كان قولي فالخسار عليكما |
إنهم لم يؤمنوا بالقرآن الكريم الذي تكتنفه كل شواهد الصدق والحق (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) ومطلب وخبر (بَعْدَهُ) أي بعد القرآن (يُؤْمِنُونَ)