ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (١٨٧)
____________________________________
ليكون أدعى لهم إلى الطاعة واجتناب المعصية ، فإن الإنسان إذا لم يعرف وقت البلاء يكون خائفا دائما ، أما إذا عرف أخّر الطاعات وكان خوفه لقرب وقت الساعة.
ولا يقال : إن القيامة ليس مما يخاف منه الإنسان في الدنيا ، إذ هي بعد القبر ، فعلمها وعدمه سواء بالنسبة إلى الإنسان الحي ، وإنما يصح هذا التعليل بالنسبة إلى الموت.
لأننا نقول : قيام القيامة بالنسبة إلى العاصين ـ وهم في القبر ـ من أكثر الأشياء خوفا ، كما ورد في الأحاديث.
(ثَقُلَتْ) الساعة ، أي وقوعها (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فإن أهل السماوات والأرض يخافونها خوفا عظيما لشدتها وما فيها من المحاسبة والمجازاة (لا تَأْتِيكُمْ) أيها البشر ، أيها الشاعرون (إِلَّا بَغْتَةً) أي فجأة (يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) أي أن الناس يسألونك يا رسول الله عن الساعة وعن وقت قيامتها ، كأنك عالم بها ، فإن «الحفي» بمعنى المستقصي في السؤال ، ويقال للعالم النحرير : «حفي» باعتبار أنه من كثرة سؤاله استوعب الأمر تماما وعلم الواقع كما هو ، فالمعنى : «كأنك عالم بالقيامة قد أكثرت المساءلة عنها» (قُلْ) يا رسول الله في جواب السائلين : (إِنَّما عِلْمُها) أي علم الساعة (عِنْدَ اللهِ) كرّر هذا ليصل بقوله : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) إن علمها