وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ
____________________________________
بشياطينه يهول بهم على أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقبلت قريش يقدمها إبليس معه الراية فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لأصحابه : غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ ولا تسلّوا سيفا حتى آذن لكم. ثم رفع يده إلى السماء فقال : «يا رب إن تهلك هذه العصابة لم تعبد ، وإن شئت لا تعبد ، لا تعبد» (١) ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه وهو يقول : هذا جبرائيل قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين. فنظروا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لامع قد وقع على عسكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقائل يقول : أقدم حيزوم ، أقدم حيزوم. وسمعوا قعقعة السلاح من الجو ونظر إبليس إلى جبرائيل فتراجع ورمى باللواء فأخذ منبه بن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال : ويلك يا سراقة تفت في أعضد الناس ، فركله إبليس ركلة في صدره وقال : إني بريء منكم.
(وَ) قد كان ذلك (إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) أي في وقت حسّن الشيطان أعمال المشركين في نظرهم بأن شجّعهم على قتال المسلمين ، ويحتمل أن يكون «إذ» معمولا لفعل مقدّر هو «اذكر» (وَقالَ) الشيطان للكفار : (لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ) أي لا يغلبكم أحد من الناس لكثرتكم وقوتكم فانهضوا لقتال المسلمين ـ في بدر ـ (وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ) من الإجارة ، ناصر لكم على عدوّكم (فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ) أي التقت ، فرقتا المسلمين والكافرين
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٥٥.