بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (١١١) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ
____________________________________
التجسيم لم يكن حراما لأنه كان بأمر الله ، وليس التحريم عقليا حتى لا يمكن التخصيص فيه (بِإِذْنِي) ولعل «بإذني» إشارة إلى ذلك ، أو أن الخلق إنما كانت بقدرته ، إذ لو لم يأذن الله لم يتمكن أحد من خلق شيء وصنعه (فَتَنْفُخُ فِيها) أي في تلك الهيئة التي خلقتها. ولا يخفى أن الروح جسم لطيف فيمكن أن ينفخ المسيح عليهالسلام بإذن الله ذلك الجسم في الهيكل المصنوع (فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي) أي طيرا حقيقيا كسائر الطيور ، بأمري وإرادتي (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) أي تشفي الذي ولد أعمى (وَالْأَبْرَصَ) الذي به البرص (بِإِذْنِي) أي بأمري وإرادتي (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى) من القبور فتجعلهم أحياء (بِإِذْنِي) وإرادتي ، فإنك تدعوني لهذه الحوائج وأنا أستجيب دعاءك (وَإِذْ كَفَفْتُ) أي منعت (بَنِي إِسْرائِيلَ) اليهود (عَنْكَ) فلم يقدروا على قتلك (إِذْ جِئْتَهُمْ) أي حين أتيت إليهم (بِالْبَيِّناتِ) أي بالأدلة القاطعة على صحة نبوتك وصدق كلامك (فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بك وجحدوك ولم يؤمنوا بما جئت به (مِنْهُمْ) أي من بني إسرائيل (إِنْ هذا) أي ما هذا الذي نرى من خوارقك (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي سحر واضح.
[١١٢] (وَ) اذكر نعمتي عليك يا عيسى ابن مريم (إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) «الوحي» هنا بمعنى الإلقاء إليهم ، ولو كان ذلك بواسطة