وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ
____________________________________
من بني قريظة ـ يظنون أنهم قد سبقوا ، وأدركوا فرصة ذهبية سببت عجز المسلمين ، لكنه ليس كذلك (وَلا يَحْسَبَنَ) يا رسول الله (الَّذِينَ كَفَرُوا) بنقضهم العهد وغدرهم (سَبَقُوا) واستفادوا من فرصة المباغتة والسبق (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) أي أن هؤلاء الكفار لا يعجزون المسلمين ، بمعنى أنهم بغدرهم لا يسببون عجز المسلمين ، بل الله سبحانه ناصرهم ، فإن الله سبحانه في عون الوفيّ لا الغادر ، ولذا ذهب بنو قريظة أدراج خيانتهم ، بينما غلبهم المسلمون.
[٦١] (وَأَعِدُّوا) أيها المسلمون ، والإعداد هو التهيئة قبل وقوع الأمر (لَهُمْ) أي للكفار (مَا اسْتَطَعْتُمْ) ما قدرتم عليه (مِنْ قُوَّةٍ) دفاعية وهجومية ، بتهيئة وسائل الحرب ، حتى تكونوا دائمي الاستعداد ، سواء هاجمتم أو هوجمتم. ولعل إطلاق القوة يشمل جميع أنحاء القوى المادية والمعنوية وغيرها (وَ) ما استطعتم (مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ) أي ربط الخيل واقتناءها للجهاد والحرب (تُرْهِبُونَ بِهِ) أي تخوّفون بسبب إعداد ما استطعتم (عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) فإن الكافر عدو الله لمخالفته له ، وعدو المسلمين كما هو واضح. ولعل المراد بهم : أهل مكة ، فإنهم كانوا ظاهري العداوة (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) أي ترهبون به كفارا آخرين دون أولئك في العداوة ، أي أن عداوتهم أضعف ، أو دون أولئك في المحل كبني قريظة الذين كانوا قريبين من المدينة (لا تَعْلَمُونَهُمُ) أي لا تعلمون أيها المسلمون أنهم أعداء لكم