وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
____________________________________
الدهرية القائلين بقدم السماوات والأرض ، والثنوية القائلين بإلهين : نور وظلمة ، والمشركين الذين يجعلون له سبحانه شريكا ، والجهّال من الفلاسفة الذين يقولون بعدم عموم علمه أو قدرته ، ومن أشبههم من أصحاب العقائد الزائفة حول إله الكون.
[٥] ثم أخبر سبحانه عن الكفار الذين تقدم ذكرهم في أول السورة ، قال : (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ) أي معجزة ودليل وبرهان وحجة (مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) الدالة على وجوده وصدق رسالتك يا رسول الله (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) لا يقبلونها ولا ينظرون إليها نظر منصف معتبر.
[٦] (فَقَدْ كَذَّبُوا) أي الكفار (بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) من القرآن والرسول وسائر الآيات (فَسَوْفَ) في القيامة ، أو في الدنيا حين ظهور الرسول ووضوح صدقه بالسيطرة والغلبة ـ كما أخبر ـ (يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ) أي أخبار (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من الحق. وفي الآية تهديد ، كما تقول للمجرم : «سوف تعلم إجرامك» تريد أنه يلاقي جزاءه ، إن كان المراد ب «سوف» القيامة.
[٧] ثم حذرهم سبحانه أن يصيبهم ما أصاب الأمم السالفة حيث كذبوا وعصوا وعتوا عن أمر ربهم (أَلَمْ يَرَوْا) استفهام تذكيري توبيخي ، أي «ألم يعلموا» ـ فإن الرؤية تستعمل بمعنى العلم ـ (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) أي من الأمم ، و «القرن» أهل كل عصر ، وسمّوا بذلك لأن