الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢)
____________________________________
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سياحة أمتي الصيام» (١).
(الرَّاكِعُونَ) الذين يركعون ، إما مطلقا لاستحباب الركوع تعظيما له سبحانه ، أو المراد الركوع في الصلاة (السَّاجِدُونَ) في الصلاة أو مطلقا (الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) وهو كل حسن يستحسنه الشرع أو العقل (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو كل قبيح يستقبحه الشرع أو العقل. ولا يخفى أنه بهذا المعنى الذي ذكرنا ، ليس ترك كل معروف منكرا ، فقراءة القرآن مثلا في يوم الجمعة معروف فليس تركها منكرا ، كما أنه ليس ترك كل منكر معروفا فأكل الجبن ـ وهو مكروه ـ منكر فليس ترك أكله معروفا. نعم يتلازم الأمران في الواجب والحرام.
(وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) أي العاملون بالحدود ، القائمون عليها في جميع أبواب العبادة والمعاملة ، وسائر ما ورد في الشريعة (وَبَشِّرِ) يا رسول الله (الْمُؤْمِنِينَ) الذين يجمعون هذه الصفات ، بأن لهم كل خير وسعادة.
[١١٣] ولما سبق حرمة موالاة الكافرين والمنافقين حتى الصلاة عليهم ، والقيام على قبورهم ، والصلاة في مسجدهم ، بيّن سبحانه حرمة الاستغفار لهم أحياء كانوا أم أمواتا ، فإن الاستغفار أي طلب غفران الله لعدو الله لا يصح ، إذ هو غير قابل للمغفرة.
وذكر بعض المفسرين : أن بعض المسلمين قالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ٨ ص ١١٥.