ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣)
____________________________________
لنا أن نستغفر لآبائنا الذين ماتوا في الكفر. فنزلت هذه الآية (١).
لكن الظاهر أن ذلك غير طلب الغفران للكافر الحي ، بمعنى طلب هدايته من الله ليستحق الغفران ، فإذا قال : اللهم اغفر له ، عنى : اهده ، ليكون قابلا للمغفرة. فقد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام : «أن إبراهيم عليهالسلام وعده أبوه آزر أن يسلم ، فاستغفر له ، فلما تبيّن له أنه عدو لله ، تبرأ منه» (٢). كما أن الظاهر أن الخيرات للأقارب الكفار الذين ماتوا لا بأس بها ، فإن ذلك موجب لتخفيف العذاب ، وهو غير الاستغفار بطلب المغفرة ، وقد ورد بذلك أحاديث كثيرة.
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) بأن يطلبوا من الله الغفران لمن أشرك بالله. ومن المعلوم أنه لا خصوصية للمشرك ، بل ذلك لا يجوز بالنسبة إلى كل كافر (وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى) أي كان المستغفر لأجله صاحب قرابة للمؤمن المستغفر (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) أي من بعد أن علم المؤمنون أن أولئك المشركين هم أصحاب النار.
[١١٤] ولما كان هنا موضع سؤال وهو : كيف يحرم الاستغفار للكافر مع أن إبراهيم عليهالسلام استغفر لأبيه ـ وهو عمّه ، وإنما يسمي العرب العم بالأب
__________________
(١) راجع مجمع البيان : ج ٥ ص ١٣٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ص ٤٧.