وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (٩) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ
____________________________________
الإنسان الهواء (وَلَلَبَسْنا) من اللبس بمعنى الاشتباه (عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء المقترحين إنزال الملك (ما يَلْبِسُونَ) أي كما يلبسون اليوم على أنفسهم أمر النبي لأنه إنسان مثلهم ، فكان إنزال الملائكة في صورة بشر موجبا لأن نلبس نحن عليهم الأمر ـ مثل لبسهم هذا اليوم ـ وحاصل جواب الاقتراح :
أولا : أن الملك لا ينزل إلا لأمور خاصة ، كما نزل في قصة إبراهيم عليهالسلام ولوط عليهالسلام.
ثانيا : إن الملك إذا نزل ، نزل في صورة بشر ، فيبقى شكّهم على حاله.
[١١] ثم قال سبحانه على سبيل التسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) استهزأت بهم أممهم وسخروا منهم ، فلست أنت بأول رسول يستهزأ بك ويقترح عليك اقتراحات عن عناد وسخرية (فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ) أي : فحلّ وأحاط بالساخرين بالرسل (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي أحاط بهم العذاب الذي هو جزاء سخريتهم ، أو المراد أن الأنبياء كانوا يتوعدونهم بالعذاب فكانوا يسخرون بوعيدهم ، فحاق بهم العذاب المستهزأ به.
[١٢] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أي سافروا فيها (ثُمَّ انْظُرُوا) إذا مررتم ببلدان الأنبياء ، وتفكروا (كَيْفَ