كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١) قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ
____________________________________
كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) أي الأمم التي كذبت أنبياءهم ، كيف أبيدت ولم تبق منهم باقية ، فإن ديار الأمم السابقة حوالي سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر كانت باقية وآثار الخسف والهلاك على بعضها ، وأخبار الهلاك والتدمير كانت عند الناس مشهورة ، فإذا سافروا وسألوا علموا ذلك ، وكان ذلك سببا لردعهم عن تكذيب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والاستهزاء بالقرآن.
[١٣] ثم احتج سبحانه على المكذبين بحجة أخرى فقال : (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المكذبين : (لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إذ لا يتمكنون أن يجيبوا بأنها لهم ، ولا أنها لأصنامهم ، وإذ يتحيرون بالجواب (قُلْ) أنت : إنما هي كلها (لِلَّهِ) فلما ذا تتخذون إلها غيره؟ وإذ سبق التهديد والوعيد جاء هنا بالتبشير كي تلين القلوب القاسية بالتهديد مرة والتبشير أخرى (كَتَبَ) أي أوجب سبحانه (عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) على الخلق واللطف بهم ، وإيجاب ذلك من مقتضيات الحكمة لكي تطلبوا أيها الناس رحمته الواسعة بالإطاعة والامتثال ، لأنه إله الكون وراحمهم في هذه النشأة و (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) أي جمعا ينتهي إلى ذلك اليوم ، فإن الناس يجتمعون تدريجا لا دفعة ، فكل إنسان يولد فولادته مقدمة للموت الذي ـ بدوره ـ يجمع الناس فردا فردا حتى ينتهي الجمع في يوم القيامة ، فبيده سبحانه المعاد أيضا (لا رَيْبَ فِيهِ) أي محل ريب ، وإن ارتاب المبطلون.