الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢) وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ
____________________________________
وإذا كان المبدأ والوسط والمعاد بيده تعالى ف (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي أن غير المؤمنين يكونون قد خسروا أنفسهم حيث باعوها واشتروا عوضها العذاب ، بينما باع المؤمنون أنفسهم واشتروا بها الجنة والثواب.
[١٤] (وَلَهُ) أي الله سبحانه (ما سَكَنَ) وهدأ (فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أو المراد ب «ما سكن» مطلق الأشياء الساكنة والمتحركة ، من قولهم : فلان يسكن بلد كذا ، أي يستقر فيه ، فلله كل ما استقر وحلّ في هذين الزمانين «الليل والنهار» ، أما على الثاني فوجه الكلام واضح ، وأما على الأول فلعل التخصيص بالساكن ـ مقابل المتحرك ـ لإلقاء الرهبة في النفس حيث أن الساكن يلقي ظلال الموت الرهيب ، ولذا يرى الإنسان نفسه تهدأ وتسكن إذا صار في محل ساكن لا حسّ فيه ولا حركة (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوال العباد ولكل صوت (الْعَلِيمُ) بكل شيء.
[١٥] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (أَغَيْرَ اللهِ) أي هل غير الله سبحانه (أَتَّخِذُ وَلِيًّا) أي مالكا ومولى وربا؟! وهو المتصف بكونه (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي خالقهما ومبدعهما ومنشئهما ، إنه من السخافة أن يترك الإنسان الخالق ويتمسك بذيل المخلوق (وَهُوَ) أي الله سبحانه (يُطْعِمُ) فإن الأطعمة والأرزاق من عنده (وَلا يُطْعَمُ) أي لا يرزقه أحد ، فهل من المنطق أن يترك الإنسان الخالق الرازق ويتخذ